مكونات سوائل التكسير الهيدروليكي (Fracking Fluid): تحليل علمي شامل للمكونات الأساسية والإضافات الكيميائية
تُعد عملية التكسير الهيدروليكي (Hydraulic Fracturing)، أو ما يُعرف اختصارًا بـ "Fracking"، تقنية أساسية في هندسة البترول والغاز، تهدف إلى زيادة إنتاجية الآبار من خلال إحداث شقوق عالية النفاذية في الطبقات الصخرية الحاملة للهيدروكربونات. يعتمد نجاح هذه العملية بشكل محوري على تصميم وخصائص سائل التكسير (Fracking Fluid)، وهو ليس مجرد ماء يتم ضخه بضغط عالٍ، بل هو مزيج هندسي معقد ومصمم بدقة فائقة لتحقيق وظائف متعددة ومتزامنة تحت ظروف قاسية من الضغط والحرارة في باطن الأرض. إن فهم التركيبة الدقيقة لهذا السائل هو مفتاح تحسين كفاءة العمليات وضمان استدامة الإنتاج. يتناول هذا المقال بالتفصيل المكونات الرئيسية لسوائل التكسير الهيدروليكي، بدءًا من السائل الأساسي، مرورًا بالمواد الداعمة (البروبانت)، وصولًا إلى التحليل العميق للمواد الكيميائية المضافة التي تمنح السائل خصائصه الفريدة.
1. السائل الأساسي (Base Fluid): الحامل الرئيسي لعملية التكسير
يشكل السائل الأساسي النسبة الأكبر من حجم سائل التكسير، حيث تتراوح نسبته بين 98% إلى 99.5% في أنظمة المياه الملساء (Slickwater)، وقد تقل قليلاً في الأنظمة الهلامية المعقدة. وظيفته الأساسية هي نقل الضغط الهيدروستاتيكي إلى الطبقة الصخرية لإحداث الشقوق، وحمل المواد الداعمة (Proppants) إلى داخل هذه الشقوق. يعتمد اختيار نوع السائل الأساسي على عوامل متعددة تشمل نوع الصخور المكمنية، درجة الحرارة والضغط، التوافر، التكلفة، والأثر البيئي.
1.1. السوائل ذات الأساس المائي (Water-Based Fluids)
تعتبر السوائل المائية هي الأكثر شيوعًا واستخدامًا في عمليات التكسير الهيدروليكي نظرًا لتوافرها، تكلفتها المنخفضة، وقدرتها العالية على نقل الحرارة. يمكن تصنيفها إلى عدة أنواع:
- المياه العذبة (Freshwater): كانت الخيار التقليدي لسنوات طويلة، خاصة في المناطق التي تتوفر فيها مصادر مياه عذبة بسهولة. ومع ذلك، فإن جودتها يجب أن تخضع للمعالجة لضمان توافقها مع المواد الكيميائية المضافة، خاصة عوامل التشابك (Crosslinkers) التي تكون حساسة لوجود بعض الأيونات.
 - المياه المالحة أو مياه البحر (Brine or Seawater): تُستخدم في العمليات البحرية أو في المناطق الساحلية. تحتوي هذه المياه على تراكيز عالية من الأملاح المذابة مثل كلوريد الصوديوم (NaCl) وكلوريد الكالسيوم (CaCl₂)، مما يتطلب استخدام مواد كيميائية متوافقة مع هذه البيئة الملحية.
 - المياه المُنتَجة (Produced Water): هي المياه التي يتم إنتاجها مع النفط والغاز من المكمن. إعادة استخدام هذه المياه بعد معالجتها أصبحت ممارسة شائعة ومستدامة، حيث تقلل من الحاجة إلى مصادر المياه العذبة وتقلل من حجم مياه الصرف. تتطلب المياه المنتجة معالجة مكثفة لإزالة الهيدروكربونات المتبقية، المواد الصلبة العالقة، والبكتيريا قبل إعادة حقنها.
 - مياه الصرف المعالجة (Treated Wastewater): في بعض الحالات، يمكن استخدام مياه الصرف الصحي أو الصناعي المعالجة كسائل أساسي، مما يمثل حلاً بيئيًا واقتصاديًا مبتكرًا.
 
1.2. السوائل ذات الأساس الهيدروكربوني (Oil-Based Fluids)
تُستخدم هذه السوائل في حالات خاصة، لا سيما في التكوينات الصخرية الحساسة للمياه، مثل الطبقات التي تحتوي على نسبة عالية من معادن الطين القابلة للانتفاخ (Swelling Clays). يؤدي تفاعل الماء مع هذا النوع من الطين إلى انتفاخه، مما يؤدي إلى سد مسامات الصخور وتقليل نفاذيتها بشكل كبير (Damage). تستخدم سوائل مثل الديزل أو الكيروسين أو النفط الخام المعالج لمنع هذه المشكلة. ورغم كفاءتها في منع تلف الطبقة، إلا أن استخدامها محدود بسبب تكلفتها العالية، مخاطرها البيئية، ومتطلبات السلامة الصارمة المرتبطة بالتعامل مع المواد القابلة للاشتعال.
1.3. السوائل الرغوية (Foamed Fluids)
السوائل الرغوية هي أنظمة تتكون من مرحلتين: مرحلة سائلة (عادة ماء) ومرحلة غازية (عادة نيتروجين N₂ أو ثاني أكسيد الكربون CO₂). يتم ضخ الغاز مع السائل لتكوين رغوة مستقرة. تتميز هذه السوائل بعدة مزايا:
- تقليل استخدام المياه: تقلل بشكل كبير من كمية المياه المطلوبة للعملية.
 - كفاءة عالية في التنظيف (Clean-up): يتمدد الغاز المحبوس بعد تخفيف الضغط، مما يساعد على دفع السائل خارج الشقوق بكفاءة عالية، ويقلل من السوائل المحتجزة في المكمن (Fluid Retention).
 - تقليل تلف الطبقة: الكثافة المنخفضة للسائل الرغوي تقلل من الضغط الهيدروستاتيكي على الطبقة، مما يقلل من تسرب السائل (Fluid Leak-off) إلى داخل مسامات الصخور.
 
تُعتبر هذه السوائل مثالية للمكامن ذات الضغط المنخفض (Low-Pressure Reservoirs) والمكامن الحساسة للماء.
1.4. السوائل الحمضية (Acid-Based Fluids)
تُستخدم هذه السوائل بشكل أساسي في التكوينات الكربونية (Carbonate Formations) مثل الحجر الجيري (Limestone) والدولوميت (Dolomite). بدلاً من استخدام المواد الداعمة لإبقاء الشقوق مفتوحة، يتم ضخ أحماض قوية مثل حمض الهيدروكلوريك (HCl). يتفاعل الحمض مع الصخور الكربونية ويذيبها، مما يخلق قنوات محفورة (Etched Channels) على أسطح الشقوق. عندما ينغلق الشق بعد تخفيف الضغط، لا تنطبق الأسطح المحفورة تمامًا على بعضها البعض، مما يترك مسارات عالية النفاذية لتدفق النفط والغاز. تُعرف هذه العملية بـ التكسير الحمضي (Acid Fracturing).
2. المواد الداعمة (Proppants): الركيزة الأساسية لنفاذية الشقوق
بعد إحداث الشقوق بواسطة الضغط الهيدروليكي، لا بد من إبقائها مفتوحة بشكل دائم لمقاومة ضغط الإغلاق الهائل (Closure Stress) الذي تفرضه الطبقات الصخرية العلوية. هذه هي الوظيفة الحيوية للمواد الداعمة (Proppants). يتم خلط هذه المواد مع سائل التكسير وحملها إلى أقصى امتداد للشقوق. يجب أن تمتلك المواد الداعمة خصائص ميكانيكية وفيزيائية محددة لضمان أداء فعال.
إن قدرة الشق على توصيل الهيدروكربونات، والتي تُعرف بـ "ناقلية الشق" (Fracture Conductivity)، تعتمد بشكل مباشر على جودة توزيع المواد الداعمة ومقاومتها للتحطم تحت ضغط الإغلاق.
2.1. أنواع المواد الداعمة
يتم اختيار نوع المادة الداعمة بناءً على عمق البئر، ضغط الإغلاق المتوقع، والتكلفة.
- رمل السيليكا (Silica Sand): يُعرف أيضًا بـ "رمل فراك" (Frac Sand)، وهو النوع الأكثر شيوعًا واقتصادية. يتم استخراجه من مصادر طبيعية ويتم تصنيفه بعناية حسب الحجم والشكل. يعتبر مناسبًا للآبار قليلة ومتوسطة العمق حيث يكون ضغط الإغلاق معتدلاً. من أشهر أنواعه رمل أوتاوا (Ottawa Sand) ورمل برادي (Brady Sand).
 - الرمل المطلي بالراتنج (Resin-Coated Sand): هو رمل سيليكا يتم طلاؤه بطبقة رقيقة من مادة الراتنج (Resin). هذا الطلاء يوفر عدة مزايا:
        
- زيادة مقاومة السحق: يمنح الحبيبات قوة إضافية لمقاومة ضغط الإغلاق العالي.
 - منع التدفق العكسي (Proppant Flowback): بعد عملية التكسير، قد تتدفق بعض حبيبات الرمل عائدة إلى البئر مع الإنتاج، مما يسبب تآكل المعدات السطحية. يتصلب الراتنج تحت حرارة المكمن، مما يؤدي إلى تماسك الحبيبات معًا وتكوين حزمة داعمة (Proppant Pack) متماسكة تمنع هذه الظاهرة.
 
 - المواد الداعمة السيراميكية (Ceramic Proppants): هي مواد مصنعة هندسيًا تتمتع بقوة وكروية فائقة مقارنة بالرمل الطبيعي. تُصنع من مواد مثل البوكسيت (Bauxite) المكلّس أو الكاولين (Kaolin). تُستخدم في الآبار العميقة ذات الضغط ودرجة الحرارة المرتفعة (HPHT - High Pressure, High Temperature) حيث لا يستطيع الرمل العادي تحمل ضغط الإغلاق. تنقسم إلى فئات حسب كثافتها وقوتها، مثل المواد خفيفة الوزن (Lightweight Ceramics)، متوسطة الكثافة (Intermediate Density)، وعالية الكثافة (High-Density Bauxite).
 
2.2. الخصائص الفيزيائية الهامة للمواد الداعمة
- الحجم (Size): يتم تصنيف حجم الحبيبات باستخدام مناخل قياسية (e.g., 20/40, 40/70, 100 mesh). الحبيبات الأكبر حجمًا تخلق مسارات أوسع للتدفق (نفاذية أعلى)، لكنها تتطلب لزوجة سائل أعلى لنقلها.
 - القوة ومقاومة السحق (Strength and Crush Resistance): هي قدرة المادة الداعمة على مقاومة التحطم تحت ضغط الإغلاق. إذا تحطمت الحبيبات، فإنها تنتج "دقائق" (Fines) صغيرة تسد المسارات بين الحبيبات السليمة، مما يقلل بشكل كارثي من ناقلية الشق.
 - الكروية والاستدارة (Sphericity and Roundness): الحبيبات ذات الكروية والاستدارة العالية تخلق مسامية (Porosity) أكبر بينها عند تراصها، مما يؤدي إلى نفاذية أعلى لحزمة المواد الداعمة.
 - الكثافة (Density): تؤثر كثافة المادة على قدرة سائل التكسير على حملها. المواد ذات الكثافة الأقل (مثل السيراميك خفيف الوزن) أسهل في النقل والتعليق داخل السائل.
 
3. المواد الكيميائية المضافة (Chemical Additives): المكونات الوظيفية الدقيقة
على الرغم من أن المواد الكيميائية المضافة تشكل نسبة صغيرة جدًا من حجم سائل التكسير (عادة أقل من 2%)، إلا أنها تلعب أدوارًا حيوية وحاسمة في نجاح العملية. كل مادة مضافة مصممة لحل مشكلة معينة أو تحقيق وظيفة محددة. فيما يلي تحليل مفصل لأهم فئات المواد المضافة.
3.1. عوامل زيادة اللزوجة أو المواد الهلامية (Viscosifiers / Gelling Agents)
الوظيفة الأساسية: زيادة لزوجة سائل التكسير بشكل كبير.
السبب: اللزوجة العالية ضرورية لتحقيق هدفين رئيسيين:
- نقل المواد الداعمة (Proppant Transport): الماء العادي لديه لزوجة منخفضة جدًا، مما يؤدي إلى ترسب المواد الداعمة بسرعة في قاع البئر قبل أن تصل إلى نهاية الشقوق. السائل عالي اللزوجة (الهلام) يمكنه تعليق (Suspend) المواد الداعمة وحملها لمسافات طويلة داخل الشبكة المعقدة للشقوق.
 - توسيع الشقوق (Fracture Widening): اللزوجة العالية تقلل من معدل تسرب السائل إلى مسامات الصخور المحيطة بالشق (Fluid Loss)، مما يركز طاقة الضخ على توسيع الشق بدلاً من إهدارها في التسرب، وهذا يؤدي إلى إنشاء شقوق أوسع وأكثر فعالية.
 
أمثلة على المواد المستخدمة:
- صمغ الغوار (Guar Gum): هو بوليمر طبيعي يُستخرج من بذور نبات الغوار. وهو المادة الأكثر استخدامًا لزيادة اللزوجة بسبب فعاليته وتكلفته المنخفضة.
 - مشتقات الغوار: مثل هيدروكسي بروبيل غوار (Hydroxypropyl Guar - HPG) و كربوكسي ميثيل هيدروكسي بروبيل غوار (Carboxymethyl Hydroxypropyl Guar - CMHPG). هذه المشتقات المعدلة كيميائيًا توفر استقرارًا حراريًا أفضل وتوافقًا أكبر مع المواد المضافة الأخرى، خاصة في الآبار ذات درجات الحرارة المرتفعة.
 
3.2. عوامل التشابك (Crosslinkers)
الوظيفة الأساسية: ربط سلاسل البوليمر (مثل الغوار) معًا لإنشاء هلام فائق اللزوجة.
السبب: في العديد من التطبيقات، خاصة في المكامن ذات الحرارة العالية أو التي تتطلب نقل تراكيز عالية من المواد الداعمة، لا تكون اللزوجة الناتجة عن البوليمر وحده (الهلام الخطي - Linear Gel) كافية. تقوم عوامل التشابك بإنشاء روابط كيميائية بين سلاسل البوليمر، محولة إياها من مجرد محلول لزج إلى شبكة ثلاثية الأبعاد قوية وشبه صلبة (هلام متشابك - Crosslinked Gel). هذا الهلام المتشابك يمتلك قدرة فائقة على حمل المواد الداعمة ومقاومة القص (Shear) والحرارة.
أمثلة على المواد المستخدمة:
- مركبات البورون (Borate Crosslinkers): مثل حمض البوريك أو البوراكس. تُستخدم في التطبيقات ذات درجات الحرارة المنخفضة إلى المتوسطة (حتى 300 درجة فهرنهايت). الروابط التي تكونها قابلة للانعكاس، مما يجعل عملية كسر الهلام لاحقًا أسهل.
 - مركبات المعادن الانتقالية: مثل الزركونيوم (Zirconium) والتيتانيوم (Titanium). تُستخدم في الآبار ذات درجات الحرارة العالية (أعلى من 300 درجة فهرنهايت) حيث تفقد مركبات البورون فعاليتها. تكون روابطها أكثر استقرارًا حراريًا.
 
3.3. كاسرات الروابط (Breakers)
الوظيفة الأساسية: تقليل لزوجة سائل التكسير بشكل كبير بعد اكتمال وضع المواد الداعمة.
السبب: بعد انتهاء عملية الضخ وتثبيت المواد الداعمة في مكانها، يصبح الهلام عالي اللزوجة عائقًا كبيرًا. إذا بقي الهلام داخل الشقوق، فإنه سيسد المسارات بين حبيبات المواد الداعمة ويمنع تدفق النفط والغاز إلى البئر. لذلك، يجب "كسر" الهلام وتحويله مرة أخرى إلى سائل منخفض اللزوجة يشبه الماء ليسهل استرجاعه (Flowback) إلى السطح.
إن توقيت عملية الكسر هو أمر حاسم للغاية. إذا حدث الكسر مبكرًا جدًا، سيفقد السائل قدرته على حمل المواد الداعمة، مما يؤدي إلى ترسبها قبل الأوان وفشل العملية. وإذا تأخر الكسر كثيرًا، فقد يتسبب في تلف دائم لنفاذية الشق.
أمثلة على المواد المستخدمة:
- المؤكسدات (Oxidizers): مثل فوق كبريتات الأمونيوم (Ammonium Persulfate). تعمل هذه المواد عن طريق تكسير الروابط الكيميائية في سلاسل البوليمر. تكون فعالة في درجات الحرارة المنخفضة إلى المتوسطة.
 - الإنزيمات (Enzymes): هي محفزات بيولوجية تستهدف روابط محددة في جزيئات الغوار. تكون فعالة في درجات الحرارة المنخفضة وهي أكثر لطفًا على البوليمر، مما يسمح بتحكم أفضل في عملية الكسر.
 - الكاسرات المغلفة (Encapsulated Breakers): هي كاسرات (عادة مؤكسدات) مغلفة بغشاء بوليمري. هذا الغلاف يمنع الكاسر من التفاعل فورًا ويسمح بإطلاقه بشكل بطيء ومتحكم فيه مع مرور الوقت أو عند الوصول إلى درجة حرارة معينة في المكمن. هذا يوفر تحكمًا دقيقًا في توقيت الكسر.
 
3.4. مخفضات الاحتكاك (Friction Reducers)
الوظيفة الأساسية: تقليل فقدان الضغط بسبب الاحتكاك أثناء ضخ السائل بسرعات عالية.
السبب: في عمليات التكسير التي تستخدم كميات هائلة من المياه بتركيز منخفض جدًا من المواد المضافة (مثل عمليات المياه الملساء - Slickwater Fracking)، يتم ضخ السائل بمعدلات تدفق عالية جدًا. هذا التدفق المضطرب (Turbulent Flow) يولد احتكاكًا كبيرًا مع جدران أنابيب الإنتاج (Tubing) والغلاف (Casing)، مما يؤدي إلى فقدان كبير في طاقة الضخ. تضيف مخفضات الاحتكاك، وهي عادةً بوليمرات طويلة السلسلة مثل بولي أكريلاميد (Polyacrylamide)، بكميات صغيرة جدًا لتغيير نظام التدفق من مضطرب إلى انسيابي (Laminar)، مما يقلل الاحتكاك بشكل كبير ويسمح بالوصول إلى معدلات ضخ أعلى بنفس قوة المضخات، أو تقليل الطاقة المطلوبة لنفس معدل الضخ.
3.5. مبيدات البكتيريا (Biocides / Bactericides)
الوظيفة الأساسية: قتل البكتيريا ومنع نموها في سائل التكسير والمكمن.
السبب: يمكن أن يتسبب نمو البكتيريا في مشاكل خطيرة ومتعددة:
- تدهور البوليمرات: بعض أنواع البكتيريا تتغذى على البوليمرات (مثل صمغ الغوار)، مما يؤدي إلى تكسيرها وفقدان لزوجة السائل قبل الأوان.
 - تكوين الأغشية الحيوية (Biofilms): يمكن للبكتيريا أن تشكل أغشية لزجة تسد مسامات الصخور والشقوق.
 - التآكل (Corrosion): تنتج البكتيريا المختزلة للكبريتات (Sulfate-Reducing Bacteria - SRB) غاز كبريتيد الهيدروجين (H₂S)، وهو غاز سام وشديد التآكل للمعدات الفولاذية.
 - تلوث المكمن: يمكن أن يؤدي إدخال البكتيريا إلى المكمن إلى مشاكل طويلة الأمد.
 
أمثلة على المواد المستخدمة: الغلوتارالدهيد (Glutaraldehyde)، مركبات الأمونيوم الرباعية (Quaternary Ammonium Compounds)، و DBNPA.
3.6. مثبتات الطين (Clay Stabilizers / Clay Control Agents)
الوظيفة الأساسية: منع معادن الطين في الصخور المكمنية من التفاعل سلبًا مع السائل المائي.
السبب: تحتوي العديد من التكوينات الصخرية، خاصة الصخور الطينية (Shale)، على نسبة عالية من معادن الطين الحساسة للماء مثل السميكتايت (Smectite) والإليت (Illite). عند ملامسة هذه المعادن للمياه العذبة، فإنها تمتص الماء وتنتفخ (Clay Swelling) أو تتفكك وتهاجر (Fines Migration)، مما يؤدي إلى سد الحبيبات الدقيقة لمسارات التدفق في الصخر والشق، وبالتالي تقليل النفاذية بشكل حاد.
أمثلة على المواد المستخدمة:
- كلوريد البوتاسيوم (Potassium Chloride - KCl): هو المثبت التقليدي والأكثر استخدامًا. تعمل أيونات البوتاسيوم (K⁺) على الدخول بين طبقات الطين وتمنعها من امتصاص الماء والانتفاخ.
 - كلوريد الكولين (Choline Chloride): بديل صديق للبيئة لكلوريد البوتاسيوم، حيث أن له تأثيرًا أقل على الملوحة.
 - البوليمرات الكاتيونية المؤقتة: مواد كيميائية أكثر تطورًا تلتصق بأسطح الطين وتمنع تفاعلها مع الماء.
 
3.7. مانعات التكلس (Scale Inhibitors)
الوظيفة الأساسية: منع ترسب الأملاح المعدنية (التكلسات) على المعدات وفي الشقوق.
السبب: غالبًا ما تكون المياه المستخدمة في التكسير (سواء كانت مياه المصدر أو مياه المكمن) غير متوافقة كيميائيًا. عند خلطها، أو عند تغير ظروف الضغط والحرارة، يمكن أن تترسب معادن غير قابلة للذوبان مثل كربونات الكالسيوم (CaCO₃)، كبريتات الباريوم (BaSO₄)، و كبريتات السترونشيوم (SrSO₄). هذه الترسبات الصلبة (التكلسات) يمكن أن تسد الشقوق، ثقوب الإنتاج (Perforations)، والأنابيب، مما يقيد الإنتاج بشدة.
أمثلة على المواد المستخدمة: الفوسفونات (Phosphonates)، البوليمرات (Polymers) مثل حمض البولي أكريليك.
3.8. مانعات التآكل (Corrosion Inhibitors)
الوظيفة الأساسية: حماية المعدات الفولاذية من التآكل.
السبب: يمكن أن يكون سائل التكسير نفسه مسببًا للتآكل، خاصة عند استخدام الأحماض أو في وجود غازات مذابة مثل ثاني أكسيد الكربون (CO₂) وكبريتيد الهيدروجين (H₂S). تقوم مانعات التآكل بتكوين طبقة واقية رقيقة على الأسطح المعدنية لأنابيب الإنتاج، الغلاف، والمعدات السطحية، مما يمنع التفاعل الكيميائي المسبب للتآكل.
أمثلة على المواد المستخدمة: مركبات الأمين (Amines)، الأحماض الدهنية (Fatty Acids)، مركبات الأمونيوم الرباعية.
3.9. العوامل النشطة سطحيًا (Surfactants)
الوظيفة الأساسية: تعديل الخصائص السطحية بين السوائل المختلفة (ماء، نفط) وبين السائل والصخر.
السبب: تلعب هذه المواد أدوارًا متعددة ومعقدة:
- تقليل التوتر السطحي (Surface Tension Reduction): يساعد على استعادة نسبة أكبر من سائل التكسير بعد العملية (تحسين الـ Flowback).
 - منع تكوين المستحلبات (Emulsion Prevention): عند اختلاط سائل التكسير مع النفط في المكمن، يمكن أن تتكون مستحلبات لزجة وصعبة الفصل تسد مسامات الصخور. تمنع المواد الخافضة للتوتر السطحي تكوين هذه المستحلبات.
 - تغيير قابلية التبلل (Wettability Alteration): يمكن تصميمها لجعل سطح الصخر أكثر قابلية للتبلل بالماء (Water-wet)، مما يساعد على إزاحة النفط بشكل أفضل.
 
3.10. منظمات الأس الهيدروجيني (pH Control Agents / Buffers)
الوظيفة الأساسية: الحفاظ على درجة الحموضة (pH) لسائل التكسير ضمن نطاق معين.
السبب: فعالية العديد من المواد المضافة، خاصة عوامل التشابك وكاسرات الروابط، تعتمد بشكل كبير على درجة الحموضة. على سبيل المثال، تعمل عوامل تشابك البورون بشكل أفضل في بيئة قلوية (pH > 9). لذلك، تُستخدم مواد منظمة لرفع أو خفض درجة الحموضة والحفاظ عليها ثابتة طوال العملية.
أمثلة على المواد المستخدمة: حمض الخليك (Acetic Acid) أو حمض الفورميك (Formic Acid) لخفض الـ pH؛ هيدروكسيد الصوديوم (Sodium Hydroxide) أو بيكربونات الصوديوم (Sodium Bicarbonate) لرفع الـ pH.
3.11. عوامل التحكم في الحديد (Iron Control Agents)
الوظيفة الأساسية: منع ترسب مركبات الحديد.
السبب: يمكن أن تذيب الأحماض المستخدمة في عمليات المعالجة الحديد من الصخور أو من الصدأ الموجود على المعدات. عندما يرتفع الأس الهيدروجيني لاحقًا، يترسب هذا الحديد المذاب على شكل هيدروكسيد الحديد (Fe(OH)₃)، وهو مادة هلامية تسد المسامات. تعمل عوامل التحكم في الحديد، مثل حمض الستريك (Citric Acid)، كعوامل مخلبية (Chelating Agents) ترتبط بأيونات الحديد وتبقيها مذابة في المحلول حتى بعد ارتفاع درجة الحموضة، مما يمنع ترسبها.
4. تصميم أنظمة سوائل التكسير الهيدروليكي
لا يوجد سائل تكسير واحد يناسب جميع الحالات. إن تصميم تركيبة السائل هو عملية هندسية دقيقة تعتمد على فهم عميق لخصائص المكمن ومتطلبات العملية.
4.1. العوامل المؤثرة في اختيار تركيبة السائل
- خصائص المكمن:
        
- درجة الحرارة والضغط: تحدد نوع البوليمرات، عوامل التشابك، والكاسرات التي يمكن استخدامها.
 - نوع الصخور (Lithology): يحدد الحاجة إلى مثبتات الطين أو استخدام سوائل حمضية.
 - نفاذية الصخر: تؤثر على معدل تسرب السائل والحاجة إلى مواد للتحكم في هذا التسرب.
 - ضغط الإغلاق (Closure Stress): يحدد نوع وقوة المادة الداعمة المطلوبة.
 
 - الأهداف الهندسية:
        
- هندسة الشق المطلوب (Fracture Geometry): هل الهدف هو شق طويل وضيق أم شق قصير وواسع؟ هذا يحدد اللزوجة المطلوبة ومعدل الضخ.
 - تركيز المادة الداعمة: كمية المادة الداعمة التي يجب وضعها في الشق تؤثر على اللزوجة المطلوبة.
 
 - العوامل البيئية واللوجستية:
        
- توفر المياه: يؤثر على اختيار السائل الأساسي.
 - التشريعات البيئية: قد تفرض قيودًا على أنواع المواد الكيميائية المسموح باستخدامها.
 
 
4.2. أنواع أنظمة السوائل الشائعة
- نظام المياه الملساء (Slickwater System): يستخدم كميات كبيرة من الماء مع تركيز منخفض جدًا من مخفضات الاحتكاك. يخلق شبكة معقدة من الشقوق الصغيرة (Complex Fracture Network) وهو شائع جدًا في المكامن غير التقليدية (Unconventional Reservoirs) مثل الغاز الصخري (Shale Gas).
 - نظام الهلام الخطي (Linear Gel System): يستخدم الماء مع بوليمر (مثل الغوار) لزيادة اللزوجة بشكل معتدل. يستخدم لنقل المواد الداعمة خفيفة الوزن أو في المكامن ذات درجة الحرارة المنخفضة.
 - نظام الهلام المتشابك (Crosslinked Gel System): هو النظام الأكثر قوة، حيث يستخدم بوليمر وعامل تشابك لإنشاء هلام فائق اللزوجة. قادر على حمل تراكيز عالية من المواد الداعمة الثقيلة ويستخدم في المكامن التقليدية والآبار ذات الحرارة والضغط المرتفع.
 
في الختام، يمثل سائل التكسير الهيدروليكي مثالاً رائعًا على الكيمياء والهندسة التطبيقية. إنه ليس مجرد خليط عشوائي، بل نظام متعدد المكونات والوظائف، حيث يؤدي كل مكون دورًا دقيقًا ومترابطًا لضمان نجاح واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا وأهمية في صناعة النفط والغاز. إن الفهم العميق لتركيبته ووظائفه يظل أمرًا بالغ الأهمية للمهندسين والعلماء العاملين في هذا المجال، ويمهد الطريق لتطوير تقنيات أكثر كفاءة واستدامة في المستقبل.
المصادر
- Economides, M. J., & Nolte, K. G. (Eds.). (2000). Reservoir Stimulation (3rd ed.). John Wiley & Sons.
 - Gidley, J. L., Holditch, S. A., Nierode, D. E., & Veatch Jr, R. W. (Eds.). (1989). Recent Advances in Hydraulic Fracturing. SPE Monograph Series, Vol. 12. Society of Petroleum Engineers.
 - Montgomery, C. T., & Smith, M. B. (2010). Hydraulic Fracturing: History of an Enduring Technology. Journal of Petroleum Technology, 62(12), 26-40.
 - SPE-168598-MS: "A Review of Hydraulic Fracturing Fluid Systems: Formulations, Additives, and Applications" by A. M. Al-Muntasheri.
 - U.S. Department of Energy. (2009). Modern Shale Gas Development in the United States: A Primer. National Energy Technology Laboratory.